رأيتها صدفة و قد تثاقلت هموم الدنيا فوق كتفيها
الصغيرتين , و جعد الحزن وجهها الذى اختفت ملامحه من شدة الألم , تحبس دموعها فى
عينيها اللتين انغلقتا من شدة الحزن .
فتاة فى منتصف العشرينات من عمرها كانت تقف بمفردها وحيدة وسط جموع من الناس و
المارة أمام قسم الشرطة , بجوارها سيارة نقل كبيرة تمتلئ باثاث منزلى يتسم بالبريق
وكأن لم يستخدمه أحد .
شعُرْت لأول وهلة أنه جاء من محل بيعه الى يديها مباشرة . و
إذا برجل يقف فوق السيارة و يُلقى بالأشياء على الأرض و كان عليها ان تلملمها كما
لملمت مشاعرها الحزينة و كما تلملم حظها
العاثر لتخبئه فى قلبها حتى لا يراه أحد فى عينيها . كانت تحمل الأشياء من على
الأرض لتضعها فى سيارة نقل أخرى كبيرة .
انها تتسلم اثاث منزل الزوجية بعدما حكم
لها القاضى بالطلاق . لكن لماذا تقف بمفردها ؟ اين والديها أو إخوتها ؟ هل هى
يتيمة و تركها رجال عائلتها تواجه قرار طلاقها بمفردها ؟ هل عليها أن تقبل بالعيش
فى ظل زواج عاثر حتى تتجنب هذا الموقف ؟
كم تفتت قلبى حزناً عليكى , أياً كانت
ظروف طلاقك فلا جدال فى أنكِ تعيشين اقسى لحظات حياتك..
....فجأة ....نظرت إلىّ و لامست عينىّ عينيها و كأنها تسمع حوارى مع نفسي رغم بعد المسافة بيننا و كأنها تشعر بروح حولها تربت على كتفيها وتقول لها...
( لست بمفردك , قلبى معك ولو أنه وحده لا يكفى ) .
ثم قامت بفتح باب سيارة النقل و ركبت بجوار السائق و رحلت فى صمت
...................
قصة حقيقية
هناك تعليق واحد:
العالم بقى مليان وجع ربنا يرؤوف بها
إرسال تعليق