الجمعة، 9 يناير 2015

قلبى وحده لا يكفى



 رأيتها صدفة و قد تثاقلت هموم الدنيا فوق كتفيها الصغيرتين , و جعد الحزن وجهها الذى اختفت ملامحه من شدة الألم , تحبس دموعها فى عينيها اللتين انغلقتا من شدة الحزن . 
  فتاة فى منتصف العشرينات من عمرها كانت تقف بمفردها وحيدة وسط جموع من الناس و المارة أمام قسم الشرطة , بجوارها سيارة نقل كبيرة تمتلئ باثاث منزلى يتسم بالبريق وكأن لم يستخدمه أحد . 
شعُرْت لأول وهلة أنه جاء من محل بيعه الى يديها مباشرة . و إذا برجل يقف فوق السيارة و يُلقى بالأشياء على الأرض و كان عليها ان تلملمها كما لملمت مشاعرها الحزينة و كما  تلملم حظها العاثر لتخبئه فى قلبها حتى لا يراه أحد فى عينيها . كانت تحمل الأشياء من على الأرض لتضعها فى سيارة نقل أخرى كبيرة .
انها تتسلم اثاث منزل الزوجية بعدما حكم لها القاضى بالطلاق . لكن لماذا تقف بمفردها ؟ اين والديها أو إخوتها ؟ هل هى يتيمة و تركها رجال عائلتها تواجه قرار طلاقها بمفردها ؟ هل عليها أن تقبل بالعيش فى ظل زواج عاثر حتى تتجنب هذا الموقف ؟ 
كم تفتت قلبى حزناً عليكى , أياً كانت ظروف طلاقك فلا جدال فى أنكِ تعيشين اقسى لحظات حياتك..
....فجأة ....
نظرت إلىّ و لامست عينىّ عينيها و كأنها تسمع حوارى مع نفسي رغم بعد المسافة بيننا و كأنها تشعر بروح حولها تربت على كتفيها وتقول لها...
 ( لست بمفردك , قلبى معك ولو أنه وحده لا يكفى ) .
 ثم قامت بفتح باب سيارة النقل و ركبت بجوار السائق و رحلت فى صمت
...................
قصة حقيقية

هناك تعليق واحد:

aya abd elkarim يقول...

العالم بقى مليان وجع ربنا يرؤوف بها