صداقة تدوم طويلا .....

لم أكن أعرف عنه سوى معلوماته القليلة على الانترنت و تعليقاته النادرة على مواضيعى
و مع مرور الوقت تكلمنا أكثر , ولكن كانت معظم نقاشاتنا تتطور الى الاحتداد فى الكلام ثم تنتهى بالخناق و الخصام
فى كل مرة تأخذنا الكرامة , من سيبدأ بالصلح !!
وتمر أيام كثيرة من أثر العناد
ثم ابدأ بالصلح مرة و مرة أخرى يبدأ هو بالسلام  مُكابرا ,,, و نتصالح ونتكلم و نحتد و ننتهى بالخصام ...
و هكذا حتى أصبحنا أصدقاء
له طباعه و لى طباعى المختلفة تماما بالرغم من التشابه بيننا فى قليل من الأمور
و لأن الاختلافات بيننا جوهرية ,, لم نكن لنتلاقى ابدا
الا أنه عقد معى صفقة ,, بأن نحاول التفاهم لمدة شهر واحد
أعطانى الفرصة كى أكتشف داخله
وتنازل عن كثير من مبادئه التى تعاركنا كثيرا من أجلها لأجل تلك الفرصة
بالرغم من أننى لم أتنازل عن الكثير أو ربما لم أتنازل اطلاقا
تركنى أدخل فى عقله و أتعرف و اكتشف
ولأننى كنت لا أعلم خريطة ( داخله) آلمته كثيرا
بدون علم , وأحيانا بعلم
ولكنه تحمل الألم لأجل تلك الفرصة
و انتهى الشهر .......
عقد معى صفقة لشهر آخر ,,, فوافقت
دخلت حنايا عقله لأعرف كيف يفكر
دخلت حنايا قلبه لأعرف كيف يشعر
دخلت حنايا روحه لآعرف كيف يعيش
أعطانى فرصة لآعرفه ولم يعطى نفسه نفس الفرصة ليعرفنى
ولكنه كان يتعرف عليَ من خلال تعاملاتى بداخله
واستقرت نفسى بالداخل
وطلب منى أن ابقى
فقد أصبح بالنسبة لى حقا كالكتاب المفتوح
ولكنى حكمت عقلى و رفضت
و خرجت من رحلتى بالداخل
أصبحت اعرف متى يكون حزينا و متى يفرح و مالذى يغضبه ومتى يكذب و متى يريد التحدث , وكيف يفكر فى كل الأمور
منحنى ثقه كبيرة جدا , و بالتدريج منحته نفس الثقة
نحن لا نتحدث كثيرا, ولكن كلُ منا يقُدر الآخر و يحترمه
قليلا ما تجد شخصا يعطيك الفرصة لتبحث بداخله عن داخلك
فربما تجد داخلك بداخله و تصبحوا اصدقاء و متفاهمين
وربما لا تجدها بداخله فتحاول أن تغير من نفسك أو منه لتتلاقوا
قليلا ما تجد شخصا يعطيك الفرصه لتغيره كى يتماشى معك
ولا يتعدى على حدود حريتك الخاصة
ويقف بجوارك بكل صدق
أنه ثالث المستحيلات ( الخل الوفى )